الأومساك: تحيّة لروح الصحفيين والمبلّغين عن الفساد الذين تم إغتيالهم – بُناة الحقيقة، وأبطال النزاهة

البشرية في قبضة إضطرابات دائمة. يبدو أن العالم، كما نعرفه، يترنّح تحت وطأة الصراعات المتواصلة، ولهيب الظلم، وظلال الديكتاتورية، والجرائم ضد الإنسانية، وفساد ينخر جميع طبقات مجتمعاتنا. هذه الكوارث على كل الألسنة، تغذي النقاشات والعناوين. ومع ذلك، إلى جانب هذا المشهد الظاهر، يتجلى واقع آخر، صامت وخبيث، نادراً ما يُسمع صداه: العذاب اليومي للمبلّغين عن الفساد والصحفيين الإستقصائيين.

هؤلاء الجنود الحقيقيون في الظل، حُرّاس الديمقراطية، هم الضحايا المجهولون لنظام يفضّل السرية على الشفافية. سعيهم وراء الحقيقة يعرّضهم لشتى أنواع الجرائم: إعتداءات وحشية، مضايقات متواصلة، فقدان مدمر للوظيفة، وأحيانًا كثيرة، للأسف، الإغتيالات. إنها أرواح محطّمة، عائلات مدمّرة، وأصوات أُسكتت فقط لأنها تجرأت على كشف المستور.

خلال إجتماعهم المنعقد اليوم في مدينة لاهاي، العاصمة الإدارية لهولندا، قرر أعضاء قسم النزاهة والتحقيقات التابع لمنظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد والجريمة (OMSAC) تقديم تحية مؤثرة ورسمية لكل من وقف، على حساب حياته، سداً منيعاً في وجه الظلم: من المبلّغين عن الفساد والصحفيين الإستقصائيين. إنهم أبطال العصر الحديث الذين، بشجاعتهم التي لا تقهر، يسلّطون الضوء على مناطق الظل، ويدافعون بلا كلل عن مبادئ النزاهة، ويطاردون بلا هوادة المجرمين الذين ينهبون مجتمعاتنا.

تقديرنا العميق وتحيّتنا الخالصة لأولئك الذين قدّموا التضحية القصوى. لتلك الأرواح الشجاعة التي إغتيلت لأنها فضّلت الحقيقة والعدالة على حياتها وحياة أحبّائها، في سبيل جعل هذا العالم أكثر عدلاً وشفافية. إن تضحيتهم لن تذهب سدى. فذكراهم شعلة تنير درب نضالنا.

وفي هذا المسار المتواصل نحو العدالة، تمثل لنا منظمة Forbidden Stories النموذج الأسمى الذي يُحتذى به. نرفع القبعة لكل مسؤوليها وفرقها على العمل الإستثنائي الذي يقومون به وعلى إرادتهم الصلبة. إنهم يجسّدون الصمود والإصرار الذي يحتاجه عالمنا اليوم.

وبهذه المناسبة، نود أن نبعث لهم برسالة واضحة: لستم وحدكم. الشخصيات المرموقة والفاعلون في المجتمع المدني العالمي يقفون إلى جانبكم، موحدين في هذه المعركة المصيرية. معًا، سنواصل الدفاع عن من لا يُدافع عنه، ونجعل من الحقيقة السلاح الأقوى في وجه الظلامية والإجرام.

المنظمات غير الحكومية، الصحفيون، والمجتمع المدني: متحدون ضد الفساد والجريمة

قسم النزاهة والتحقيقات OMSAC