أراد القدر أن تسبق اليوم العالمي لمكافحة الفساد، الذي يُحتفل به سنويًا في 9 ديسمبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يُحتفل به في 10 ديسمبر. هذا التقارب ليس محض صدفة، بل هو رسالة قوية من العدالة الإلهية: مكافحة الفساد والدفاع عن حقوق الإنسان لا ينفصلان. وفي هذا السياق، اختار رئيس منظمة OMSAC، السيد مراد مزار، أن يسلط الضوء هذا العام على فئة أساسية تجسد هذين النضالين: المبلغين عن الفساد والصحفيون.
صحافة حرة، صوت للحقيقة، هي ركيزة الديمقراطية وحق أساسي للإنسانية
اليوم، بينما نحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان، من المستحيل تجاهل المآسي التي تمزق إنسانيتنا: الحروب والفقر وعدم المساواة التي تحصد أرواح ملايين البشر حول العالم. ولكن، إلى جانب هذه الآفات، هناك نضال آخر يجب أن يحظى باهتمامنا: النضال من أجل حرية الصحافة وحماية المبلغين عن الفساد.
تعاني الصحافة والمبلغين عن الفساد اليوم من آفتين رئيسيتين: الديكتاتورية التي
لا ترحم في العديد من الدول والتلاعبات الخفية من قبل القوى المالية الكبرى. هؤلاء الحراس على الحقيقة، سواء كانوا صحفيين أو مبلغين عن فساد، يدفعون غالبًا ثمناً باهظًا لشجاعتهم.
لطالما أدانت منظمة OMSAC بشدة الانتهاكات التي تطال الحقوق الأساسية للصحفيين والمبلغين عن الفساد: من إعتداءات وترهيب إلى ملاحقات قضائية، وفي أسوأ الحالات، إغتيالات. هؤلاء الرجال والنساء الشجعان، وخاصة في مجال الصحافة الاستقصائية، ضحوا بحياتهم من أجل فضح الفساد وكشف حقائق يفضل البعض إخفاءها.
نذكّر بأن "صحافة حرة، صوت للحقيقة، هي ركيزة الديمقراطية وحق أساسي للإنسانية"، تمامًا كما أن حماية المبلغين عن الفساد ضرورة لضمان الشفافية والنزاهة. ولهذا السبب، تدعو منظمة OMSAC إلى تعبئة عالمية تشمل المجتمع المدني بجميع مكوناته والمؤسسات الحكومية كافة لحماية هؤلاء الأبطال المعاصرين من الذين يسعون لإخفاء الحقيقة واستمرار الإفلات من العقاب.
معًا، يجب أن نبني عالمًا تنتصر فيه حقوق الإنسان والعدالة والحقيقة. عالم تكون فيه حرية الصحافة وأمن المبلغين عن الفساد ليسا مجرد مبادئ، بل حقائق عالمية ملموسة.
مصلحة الإعلام والصحافة OMSAC
Comments