في سياق إقليمي يتسم بالأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، تواجه الجامعة العربية، التي يُفترض أن تكون صوت المصالح للدول الأعضاء، انتقادات شديدة من قبل المجتمع المدني في الدول العربية. ومن ثم تهدف هذه الدراسة التي أجرتها منظمة الأمن العالمي لمكافحة الفساد والجريمة (OMSAC) إلى استكشاف أسباب هذا الاستياء المتزايد تجاه المنظمة، وهذا من خلال استجواب أعضاء المجتمع المدني بالإضافة إلى شخصيات دبلوماسية وسياسية.
حيث تُعتبر الجامعة العربية غالبًا كجماعة تتجه حسب الرياح، تعمل تحت أوامر القوى العالمية، لا سيما الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بعض الدول العربية المعروفة بمناوراتها في التلاعب والفساد. هؤلاء الفاعلون يتولون الأدوار الموكلة إليهم، مما يُعرض قدرة المنظمة للدفاع عن مصالح الدول العربية واستجابة لتطلعات شعوبها للخطر. إن هذا الخضوع للتأثيرات الخارجية والأجندات الأجنبية يغذي شعورًا بالإحباط داخل المجتمع المدني، الذي يعيد التفكير في شرعية وفعالية الجامعة. من خلال :
★المنهجية:
أجرينا مقابلات مع ممثلين عن المجتمع المدني، وخبراء سياسيين، ودبلوماسيين في عدة دول عربية. وقد طُلب من المشاركين الرد على السؤال التالي: "لماذا ينتقد المجتمع المدني في الدول العربية الجامعة العربية بشدة ويطالب بحلها؟"
★النتائج:
عدم التحرك تجاه الأزمات الإقليمية
غالبًا ما يتم تصوير الجامعة العربية على أنها غير فعالة في استجابتها للأزمات الكبرى التي تؤثر على المنطقة، مثل النزاعات في سوريا واليمن وليبيا.
يتوقع المواطنون تدخلًا أكثر نشاطًا لحماية حقوق الإنسان وحل النزاعات. لكن الجامعة تبدو غالبًا مشلولة بسبب الاختلافات السياسية بين أعضائها.
عدم الكفاءة في معالجة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني
حيث تُعتبر الجامعة العربية على نطاق واسع غير فعالة في إدارتها للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وفي هذا الشأن يُشير النقاد إلى عدم قدرتها على تقديم حلول ملموسة أو الدفاع عن حقوق الفلسطينيين على الساحة الدولية، مما يثير شعورًا باليأس بين الشعوب المعنية.
★الضعف المؤسسي
يتحدث العديد من المشاركين عن الضعف الهيكلي للجامعة العربية، مما يجعلها غير قادرة على اتخاذ قرارات حازمة تجاه الأزمات التي تؤثر على المنطقة. كما يُسهم هذا الجمود في تصوّر العجز في مواجهة القضايا الإقليمية.
★بطء الإصلاحات
على الرغم من الدعوات الحثيثة للإصلاحات الداخلية، واجهت الجامعة العربية صعوبة في التكيف مع الحقائق السياسية والاجتماعية المتغيرة في المنطقة. حيث يعتقد الكثيرون أن الجامعة أصبحت عتيقة وغير قادرة على تلبية تطلعات الشعوب، لا سيما في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد والتنمية الاقتصادية.
★المدفوعات غير المسددة
غالبًا ما تكون مدفوعات الدول الأعضاء غير مُسددة، مما يُعقد عمل المنظمة. باستثناء بعض الدول، مثل الجزائر والمملكة العربية السعودية، لا تلتزم معظم الدول الأعضاء بالتزاماتها المالية، مما يُحد من الموارد المتاحة لعمليات ذات مغزى.
★المحاباة والتحالفات السياسية
حيث تُسهم الصورة النمطية للمحاباة بين الدول الأعضاء أيضًا في خيبة الأمل. غالبًا ما تتأثر قرارات الجامعة بمصالح سياسية معينة، على حساب الوحدة والتضامن العربي.
★عدم تمثيل المجتمع المدني
ينتقد أعضاء المجتمع المدني نقص التمثيل وعدم الأخذ في الاعتبار للقلق الشعبي داخل الجامعة. حيث يُساهم هذا في شعور بالعزلة والانفصال بين صناع القرار السياسي والمواطنين.
★الفساد ونقص الشفافية
تعزز الادعاءات بالفساد وسوء الإدارة داخل الجامعة العربية الشعور بأن المنظمة لا تمثل مصالح المواطنين. كما يُشير النقاد إلى نقص الشفافية في عمليات اتخاذ القرار.
★استبعاد الحركات الاجتماعية.
غالبًا ما تُعتبر الجامعة العربية كفاعل بعيد عن الحركات الاجتماعية والمطالب الشعبية. حيث يُعتقد أن مجموعات المجتمع المدني ليست مشمولة بما فيه الكفاية في المناقشات المتعلقة بهم.
★تصور ككيان متجمد
أخيرًا، يعتبر الكثيرون أن الجامعة العربية هي كيان بيروقراطي ومتجمد، غير قادر على التكيف مع التحديات المعاصرة مثل الإرهاب، وتغير المناخ، والأزمات الاقتصادية. أدى ذلك إلى دعوات لحلها أو إعادة تشكيلها بالكامل لتكون كيانًا أكثر تمثيلًا وفعالية.
★الخاتمة:
تُظهر نتائج هذه الدراسة توافقًا بين المشاركين حول ضرورة إعادة التفكير في الجامعة العربية. كما يُنظر إلى الدعوة لحلها، على الرغم من كونها راديكالية، على أنها وسيلة لتشجيع إنشاء هيكل جديد أكثر فعالية، قادر على مواجهة التحديات المعاصرة في المنطقة.
قسم النزاهة والتحريات OMSAC
コメント