منذ عام 2020، وضعت "منظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد والجريمة" (OMSAC) إدارة النزاهة والتحقيقات كجزء أساسي في تحقيق مهامها. تتكون هذه الإدارة من خبراء متمرسين من مختلف القطاعات مثل: العدالة، الشرطة القضائية، أجهزة المخابرات، الصحافة الاستقصائية، والبحث المتخصص. المهمة الرئيسية لهذه الإدارة هي تعزيز النزاهة داخل المنظمة وإجراء تحقيقات معمقة حول قضايا الفساد، إساءة استغلال النفوذ، انتهاكات حقوق الإنسان، والجرائم المماثلة. إنها نهج شامل لتعزيز الحكم الرشيد وتطبيق العدالة.
ومن بين المبادرات البارزة لهذه الإدارة، قمنا بإنشاء مهمة خاصة بعنوان "عين OMSAC"، التي تتولاها خلية مكونة من خبراء من مختلف المجالات، خاصة في مجال الأمن. تم تكليف هذه الخلية بمراقبة عن كثب المناطق التي تعاني من اضطرابات سياسية، اقتصادية، دبلوماسية، وخاصة أمنية. وفي هذا السياق، لفتت الجزائر وتونس انتباهنا بشكل خاص، حيث أن هذين البلدين يتقاسمان نضالًا مشتركًا ضد مافيا متجذرة وتُحركها قوى خارجية.
الجهود التي بذلها الرئيسان عبد المجيد تبون وقيس سعيد في هذه المعركة المستمرة ضد الفساد والجريمة المنظمة هي في صميم تقريرنا. هذا الثنائي القيادي نجح في توحيد جهودهما لحماية أمتيهما من التهديدات الداخلية والخارجية، والنتائج التي رصدناها على مدار أربع سنوات من التحقيقات تؤكد ذلك. حيث جمعت منظمة OMSAC شهادات، أدلة وتحليلات تؤكد النتائج الإيجابية للإجراءات التي اتخذها الرئيسان، خصوصاً الدور الحاسم الذي تلعبه المؤسسات الأمنية في البلدين في الحفاظ على الاستقرار والأمن.
يعتمد تقريرنا اليوم على تحقيقات صارمة أجرتها فرقنا ويُكرّم الخدمات الأمنية في البلدين التي أثبتت مرونتها واحترافيتها. كما يسلط الضوء على عزم الرئيسين تبون وسعيد في حماية شعبيهما من التهديدات المتعددة، مع تعزيز السيادة والنزاهة لبلديهما.
من خلال هذا التقرير، تسعى منظمة OMSAC إلى إبلاغ الرأي العام بأهمية الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر وتونس، وضرورة مواصلة هذا النضال المشترك من أجل مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا لكامل منطقة شمال إفريقيا.
منذ توليهما قيادة بلديهما، التزم الرئيسان عبد المجيد تبون في الجزائر وقيس سعيد في تونس، بعزم لا يتزعزع في معركة واسعة النطاق: استئصال المافيا والفساد المتجذرين بعمق في المؤسسات العامة والخاصة في دولتيهما. حيث سرعان ما أدرك هذان القائدان أنه للتصدي للتحديات التي تفرضها هذه الآفات، أصبح النهج المشترك بين الجزائر وتونس ضرورة ملحة. الاتحاد بين البلدين، الذي كان تاريخيًا دائمًا، بات اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورة لا غنى عنها في مواجهة الاضطرابات الإقليمية والعالمية.
كما شهدت ولاياتهم إصلاحات جوهرية تهدف إلى استعادة نزاهة المؤسسات، إعادة بناء الثقة العامة، وتعزيز إدارة شفافة للشؤون العامة. ففي الجزائر، فرض الرئيس تبون إجراءات صارمة لمكافحة الأوليغارشية المالية وإساءة استخدام السلطة داخل المؤسسات العامة، مما أعاد الأمل للشعب الجزائري في تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة. وفي تونس، التزم الرئيس قيس سعيد أيضًا بتنظيف المشهد السياسي والاقتصادي من خلال إصلاح القضاء وشن حرب بلا هوادة على الفساد الذي أضعف الدولة.
فهم القائدان أن الاتحاد بين الجزائر وتونس لا يمثل فقط استراتيجية، بل هو ضرورة حيوية وملحة لمواجهة التحديات المعقدة التي تواجه منطقة شمال إفريقيا والساحل. ومن ثم فإن التعاون الثنائي بين البلدين، سواء في المجالات الاقتصادية أو الأمنية أو السياسية، عزز استقرار البلدين وحمى شعبيهما من التهديدات الخارجية والداخلية. لقد أظهرا أن الحزم والهدوء والانضباط هي الركائز التي تضمن لدولهما الصمود أمام الاضطرابات العالمية.
كما أكدت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الجزائر وتونس الثقة والالتفاف الشعبي حول هذين القائدين. كانت هذه الانتخابات، التي تميزت بالشفافية والمشاركة الواسعة، دليلًا على أهمية الديمقراطية في ترسيخ الجهود لمكافحة الفساد والجريمة. واليوم، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن يتحد الشعبان الجزائري والتونسي كأمة واحدة، تحت قيادة هذا الثنائي الفائز عبد المجيد تبون وقيس سعيد. يجسد شراكتهما مستقبل المغرب الكبير بأكمله، وكذلك مستقبل منطقة شمال إفريقيا التي تطمح إلى تحقيق سلام دائم وازدهار مشترك.
إن المنظمة العالمية للأمن ومكافحة الفساد والجريمة (OMSAC) تشيد بهذه الجهود الرائعة وتجدد التزامها بدعم الجزائر وتونس في كفاحهما المستمر ضد الفساد وجميع أشكال الجريمة. كما ستواصل OMSAC مرافقة هاتين الدولتين في مبادراتهما لتعزيز سيادة القانون وضمان الأمن والاستقرار لمواطنيهما. معًا، سنبني مستقبلًا أكثر شفافية وعدالة للأجيال القادمة.
هنس شليكر : قسم النزاهة والتحريات
コメント