top of page
Photo du rédacteuromsac actualités

إدانة حملة الكراهية ضد الجزائر

خلال الأشهر الماضية، أصبحت الجزائر هدفًا لحملة إعلامية وسياسية شرسة، تُحاك خيوطها من قبل بعض الدوائر المؤثرة في فرنسا. تستهدف هذه الحملة بلدًا دفع ثمنًا باهظًا في نضاله من أجل الحرية والاستقلال. لقد حان الوقت لتسليط الضوء على خطورة هذه الهجمات، تحديد المحرضين عليها، والدعوة إلى الحكمة للحفاظ على العلاقات بين شعبين تربطهما علاقة تاريخية معقدة لكنها راسخة ولا يمكن إنكارها.


أمة وُسمت بالتضحيات

الجزائر أرضٌ ما زالت تحمل أثار 132 عامًا من الاستعمار. أكثر من مليون ونصف المليون شهيد ضحّوا بأرواحهم لكي يرفرف علم الحرية فوق هذا الوطن. المآسي التي ارتكبت خلال تلك الفترة، من مذابح جماعية وتعذيب منهجي وتهجير قسري، ما زالت محفورة في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري.


لا تزال التجارب النووية التي أُجريت في الصحراء الجزائرية، دون أي اعتبار للعواقب الإنسانية والبيئية، تُسبب مآسي مستمرة للسكان. قُرى بأكملها دُمّرت، وأجيال متتالية تعاني من آثار الإشعاعات النووية. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت ثروات البلاد للنهب الممنهج، مما حرم الشعب الجزائري من الموارد التي كانت ستساهم في تطويره ونهوضه.


ورغم هذه الجروح التاريخية، إستطاعت الجزائر النهوض بعزيمة وكرامة، وبنت أمة ذات سيادة وفخر. إلا أن هذه السيادة أصبحت اليوم هدفًا لأولئك الذين، بحنينهم إلى "الجزائر الفرنسية"، يسعون إلى تشويه صورتها على الساحة الدولية.


المحرّضون على الكراهية

الهجمات الإعلامية والسياسية الأخيرة لا تمثل الشعب الفرنسي بأكمله. بل هي صادرة عن دوائر حنينية لـ"الجزائر الفرنسية"، التي لم تستطع تقبل إستقلال الجزائر ونجاحها كدولة ذات سيادة. هذه الدوائر، التي تحظى بدعم شخصيات نافذة في بعض وسائل الإعلام والمؤسسات، تغذي خطابًا مهينًا ومحرضًا ضد الجزائر.


تلعب مجموعة بولوري دورًا محوريًا في هذه الحملة، حيث تستخدم وسائل الإعلام التابعة لها لنشر معلومات مغلوطة وآراء متطرفة تهدف إلى إثارة الانقسام وتأجيج الكراهية. هذه الحملات لا تخدم سوى إشعال الفتنة وزيادة مشاعر الريبة بين الشعبين، اللذين يجمعهما تاريخ مشترك وقرب ثقافي فريد من نوعه.


دعوة إلى الحكمة

من الضروري أن يتدخل حكماء الشعب الفرنسي، سواء كانوا مثقفين أو فنانين أو مسؤولين سياسيين أو مواطنين غيورين، لوضع حد لهذه التصرفات الضارة. فرنسا والجزائر، على الرغم من خلافاتهما، لديهما الكثير ليكسباه من خلال بناء علاقة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.


ندعو إلى وعي جماعي لإنهاء هذه الحملة الظالمة. الكراهية والانقسام لا يؤديان إلا إلى طريق مسدود. لقد حان الوقت لتعزيز الحوار والتفاهم والسلام بين الدول ذات السيادة.


الشعب الجزائري، بتاريخه الغني وقيمه الراسخة، يظل منفتحًا على التعاون الصادق والصداقة الحقيقية. نأمل أن تجد هذه الدعوة للحكمة صداها في قلوب أولئك الذين يسعون إلى بناء علاقة إيجابية ومثمرة بين فرنسا والجزائر.


قسم الإعلام والصحافة OMSAC


Comentários


bottom of page